“فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آبائهم كباراً”.
الهمسة الأولى: الوالد قدوة لأولاده في بيته، يقتبس أولاده منه ما يرَونه ويسمعونه من تصرفاته ولفظاته، ولا شك أن مقام الاقتداء يثبت كثيرًا في الأذهان؛ فلنحرص معاشر الآباء على استحضار ذلك المفهوم التربوي الكبير، ولا تأخذنا موجة غضب سريعة في تصرف قد نندم عليه لاحقًا، فصفة بُعد النظر عند المربي غاية في الأهمية.
ويؤكد زاهر أن الأب المشغول عن تربية أولاده سيندم عندما يكتشف أن أولاده غرباء عنه لا يعرف عنهم شيئا، ويقول:«لا يجوز للأب أن يترك أبناءه دون رعاية، بل يجب عليه أن يجلس معهم جلسات يومية يتعرف على أخبارهم ويستمع إلى ما فعلوه في يومهم، ثم يوجههم ويرشدهم إن أخطؤوا ويشجعهم إن أصابوا، حينئذ تسود روح التفاهم والتعاون بين أفراد الأسرة، ولا يجوز في هذه الحالة أن يستأثر أحد الطرفين بهذه المهمة ويهمش دور الطرف الآخر نهائيا، فالأم عليها أن تدرك أن الأب لا غنى عنه مهما تصورت نفسها قوية وحازمة فلا يمكن لها أن تحل محله، كما أن الأب لا يستطيع- مهما فعل- أن يعوض الأبناء عن حنان أمهم ويعلم في شخصيتهم بما يمكن لها أن تفعل».
ودائمًا ما يبعد الشر والخطأ عن أبناءه من منظور خبراته الحياتية وتوفير الأمن والأمان للأبناء، والخوف على مستقبلهم.
أسلوب حياة دور الرجل في الأسرة: مسؤوليات الأب في الأسرة الحديثة
لكن هل يختلف تأثير غياب الأب عن الأسرة باختلاف سبب غيابه؟
في حالة غياب الأب تكون ظروف الأسرة المادية محدودة تعتمد على دخل الأم فقط، وعليها أن تجعل الأولاد على دراية تامة بمستوى الدخل ولا تلجأ إلى إخفائه خوفاً من أن يشعرهم ذلك بالنقص عن أقرانهم.
تعرف على لغة الجسد عند الرجل المثار من بعيد أو عبر الهاتف
الأب يجب أن يكون قدوة حسنة لأبنائه. يجب أن يظهر لهم الالتزام والنجاح والتميز.
الأباء الذين يشاركون في تربية أطفالهم يضمنون استقرار نفسيًا أكبر للأسرة.
إن من واجبات الآباء نحو الأبناء في ضوء القرآن والسنة، هي تربية الأبناء تربية سليمة وتوفير جو أسري مستقر وسعيد، ذلك في قوله:
البحث عن مكان مناسب لرعاية الأطفال: حيث يساعد ذلك الأم على تأمين أطفالها في مكان مريح لهم ريثما تقوم ببعض المهام الملقاة عليها أو تذهب للترفيه عن نفسها بعض الوقت دون أن تقلق على أطفالها.
المراقبة الدائمة: مراقبة الأطفال واجب على الأم في حال غياب الأب خصوصاً الأطفال المراهقين، فمهما كانت الأمور مضبوطة في غياب الأب يمكن للأولاد أن يتعرضوا لبعض المشاكل بشكل غير واضح تماماً داخل المنزل، لذا من المهم مراقبة استخدامهم لأدوات التكنلوجيا الإمارات مثلاً ووضع حدود وقواعد لذلك والتعرف إلى أصدقائهم وتقييم أخلاقهم والتحدث إليهم بهدوء في حال الشك بشيء ما.
الشعور بالاختلاف عن الأطفال الآخرين: كل الأطفال يقتدون بآبائهم ويرون فيهم مثال القوة والشجاعة ويتعلمون منهم قواعد السلوك، ويشعرون بالفخر بآبائهم، وحرمان الطفل من وجود الأب يجعله يرى أنه مختلف عن أقرانه، ومحروم من شيء أساسي موجود لدى جميع الأطفال.